(Archived - August 15 , 2009 )


كان يواسيني عندما سألته شاكية باكية : لماذا أحيا ؟ لما العناء؟ ، فقال لى "هل تعلمين، انا اراك ك
قطرة من المحيط ، غادرتى الماء بعض الوقت ، ، لتشاهدى الشمس تشرق، و تسمعى طفل يضحك ، وتراقبين زنبق ينمو واطيار تهاجر، لتشعرى بقلب يخفق لأجلك ، وبشفاه تقبل جبينك ...تركتى المحيط لتستكشفى الحياة اياما معدودة ،لكن احيانا عندما تنظرين لحالك وترين ضعفك و وحدتك قد تشعرين الضايع والألم .. حينها تذكرى كل شئ، الشمس والطفل والقبلة والمحيط الذى سيناديك لتعودى بعد حين .. هكذا يجب ان ترى نقسك "قال هذه الكلمات دون ان يدرى انه وهب معنى ولو صغير للحياة التى كنت دائما لا اجد لها اى معنى.

Friday, August 1, 2008

ســــــدة نفــــــس


(اى حد نفسه مفتوحة مايقرأش البوست ده)

يسكن الهواء تماما ويقل الاكسجين فى صالة المنزل (مكان نومى الصيفى) فأفهم دون وعى ان "ماما" قد اطفأت المروحة حتى لا اصاب بالبرد، رغم ان درجة الحرارة تكفى لسلق البشر احياء ! فأفتح عينا واحدة لأنظر إلى الساعة ولكن "ستو" تلاحظ حركتى فتقول "اصحى كفايكى ، الساعة بقت واحدة" جدتى دائما تبالغ فى الوقت لتجبرنى على الاستيقاظ (يعنى الساعة تبقى حداشر مش واحدة) ولعلمى بالحيلة احاول ان اعود للنوم لكن امى تفشل محاولاتى دائما "يللا الحقى افطرى معانا" ثم الجدة من جديد "دى الشمس ماتطلعش غير على الاموات" فارد عليها ساخرة "اموات ولا احياء ، الشكليات دى مبقتش تفرق اليومين دول" اجد ان امتزاج صوتى الناعس مع صوت الاخبار فى قناة الجزيرة يجعل كلماتى النائمة الساذجة اقوالا حكيمة، فالخط الفاصل بين حياة الانسان وموته يتضائل حتى صار لا يرى ، قناة الجزيرة تظل مفتوحة فى منزلنا طوال اليوم ـ يفتحها ابى مبكرا ثم يتركها ويذهب إلى العمل وتظل هكذا إلا اذا شعرت جدتى بالملل فاخذت تسب هذه القناة "اللى كلها مصايب" وتقول بثقة غاضبة ان رئتيها لا يتحملان رائحة الدخان والحرائق والقتلى المنبعثة منها ! حاولت مرارا ان اقنعها بأن الروائح لا تتسلل ابدا من التلفاز ولكن عقلها المسن المحدود يأبى الاقتناع ، بل اخشى اننى انا من تأثر بها ! فصارت رائحة الموت وكآبته تتسل إلى نفسى كلما سمعت الاخبار ، بل صرت اشم للظلم رائحة وصار للقهر والفقر والفساد والاكاذيب روائح ! تمتزج هذه الروائح برائحة فول المطعم والطعمية البيتى التى تصنعها امى فيفقد كل شئ مذاقه ، اتناول فطورى على مضض وانهيه بسرعة لاتلقى نصيبى من صياح امى وهى تصنع سندوتشا اضافيا "هما دول اللقمتين اللى اكلتيهم ، مانتو لما بتعيوا انا اللى بتعب عليكم، كلى" وتدفع لي بالسندوتش فااقاوم قليلا "ياماما نفسى مسدودة بقى" ولكن على من ! فطاقة الامومة لدى تلك السيدة عندما تنفجر فى وجه احدهم لا تجدى معها اى مقاومة .دقائق واجد نفسى اضغط على الباور واجلس لا اراديا امام الكومبيوتر ، عندما تضئ الشاشة استوعب حينها فقط ان يومى قد بدأ ! وكالعادة لا استقبله بفتح نوافذى بسعادة كما تفعل الفتيات العاشقات فى الافلام ، بل ان يومى هو الذى يسحبنى عنوة لاستقباله وتمضيته ..وفى العادة لا يكون لدى اى خطط سوى هذا المقعد والكيبورد ، اجلس استمع إلى اصالة او منير و اشاكس الاصدقاء و اتصفح مواقع عشوائية فى حذر تلقائى شديد ، فالممنوعات كثيرة للغاية ، لا اقصد بها المواقع الاباحية ولا مواقع الفضائح والتفاهات ، بل الممنوع هو مواقع الفكر الحر ومناقشات الاديان وكتابات نوال السعداوى واراء جمال البنا وغير ذلك ، لم توضع لى لائحة الممنوعات بصورة صريحة بل استنتجتها انا من المحاضرات التأديبية التى اتلقهامن ابى كلما ضبطنى على هذه المواقع المشبوهة التى تستغل جهل الشباب بأمور دينهم فتخدعهم ! "عزيزى ابنتك لادينية ، منطقنا مختلف تماما ، ارجوا ان تتفهم ذلك " كم اتخيل نفسى اقول هذه الكلمات لابى وانا ابتسم بهدوء فيصمت قليلا ثم يقول لى "حسنا ، لن اتدخل فى اختياراتك" تماما مثلما اعلنت ريجينا شذوذها فى مسلسل اوت اوف براكتس (دى دعابة عشان الناس اللى بتتلكك) على اى حال الضريبة التى تدفعها اذا كنت ليبراليا صغيرا فى اسرة من السلفيين الكبار واشباه السلفيين ليست ضريبة هينة ولا تنحصر فقط فى الحذر الشديد فى حديثك واخفاء ماتقرأه كلما شعرت باقدام تقترب ولا ان تكتب بالابيض على خلفية بيضاء مثلما افعل الآن بل الامر يتجاوز ذلك إلى احاسيس سخيفة بالغربة والنبذ وعدم التقبل والهروب الدائم الذى لا تبدو له نهاية حتى صرت اهرب من ذاتى احيانا وارغب عن كل الاشياء التى ارغب فيها و تثير اهتمامى دائما ، اجلس طوال الوقت على الانترنت غارقة فى الاشياء الحمقاء الممللة وكلما حدثتنى نفسى ان ازور ذلك المنتدى او هذه المدونة او حتى مدونتى اشعر بسدة النفس من جديد فاعود إلى الاشياء الحمقاء ، لا يقطع جلوسى المتواصل سوى نداء جدتى او الهاتف او الباب .. عادة لا يطرق بابنا سوى صغيران ، طفل وطفلة .. نميز وقع اقدامهم الخفيفة على السلم والطرقات بكف اليد الصغيرة التى لا تصل إلى جرس الباب ، هما يترددان على الجيران يوميا ومعهما زجاجة كبيرة فارغة "املي لى دى ماية ساقعة ياطنط" فلا يوجد فى منزلهما ثلاجة ! ليست الثلاجة هى اكبر مشكلات الطفلين ،فالوالد الفقير يضرب الام ، والام الغير متعلمة تضرب الطفلين هذا العنف الاسرى هو فقط مايخرج إلى العلن مع لاصوات واثار الكدمات ، وربما ماخفى كان اشقى .. الفتاة "اروبة" و "عشرية" جدا تعرف عن الاماكن والجيران مالا اعرفه انا رغم انها فى الروضة ، لكن الصغير صامت دائما وان تحدث يتعثر فى النطق ومايثيرنى اكثر انه لا يضحك ! كثيرا ما داعبته "اضحك يازيزو انت مش بتغير ولا ايه" - "لأ مش بغير" - "طب اضحك من غير ماازغزغك" - "لأ" اصاب بخيبة امل تتخطى بكثير فشلى فى مداعبته ، لا ادرى لماذا هذا الطفل يمثل لى المستقبل بصورة او اخرى ، مستقبل مصر .. مستقبلى .. لست ادرى ! لكن لابد ان يضحك ! لا يدوم الامر سوى دقائق ثم ينصرف زيزو واخته فى صمت .. ادير المقعد من جديد نحو الشاشة.. واعود للاشياء الحمقاء المملة لاجد سدة النفس لم تترك اشيائى لحالها، طالت كل شئ إلى درجة تمكنى من التعميم، نفسى مسدودة من الحيــــــــــــاة عن الحيــــــــــاة !

(فى مشكلة غريبة ، التعليقات بتوصلنى على الميل بس مش بتظهر فى البلوج غير بعد ايام او حتى اسبوع، حتى ردودى انا نفس الحكاية .. نأسف لهذه العطل الفنى وربنا يهدى بلوجر علينا، قولوا آمين )

Thursday, June 5, 2008

بـــــاك !

اخيرا اخدت الاجازة بعد فترة سخيفة فى الكلية وبره الكلية (بعد اللى حصلى فيها .. لو راسمة على جواز مش هفكر فى الاطفال:) )و اكيد يعنى واضح انى مبسوطة من تامبلت "يالذيذ يارايق" اللى حطيته ده .. مع انى مبقاش عندى "شراهة" للتدوين زى زمان ، بس مقدرش استغنى عنه .. المهم بقى ، عايزة اقول شوية حاجات مهمة للاسف مقدرتش اهتم بيها كفاية فى الفترة اللى فاتت دى

مصر الجديـــــــدة
"اذا كان اصحاب الميلشيات والجنرالات و العقداء يغيرون العالم بسرعة الطلقات ، يغيرون بالسيارات المفخخة و المسدسات كاتمة الصوت وطائرات الـ أف-16 .. فأننا نغير بالسرعة الاملائية ! نغير ضمير الانسان كما يفعل صنبور الماء :قطرة.. قطرة ..قطرة ، لا ندخل فى سباق مع المسدس ولا المشنقة ولا الكرسى الكهربائى .. نحن من سلالة ايوب عليه السلام ، ولدينا مخزون من الصبر والتحمل مايرشحنا للانتصار بالضربة القاضية ، او بالقصيدة القاضية .."
ده كلام نزار قبانى (بس من الذاكرة) ، بيفكرنى جدا بمجلة مصر الجديدة و أى مجهود فكرى تنويرى هدفه الارتقاء بالانسان عموما و بالانسان المصرى خصوصا
مصر الجديدة نزلت 3 اعداد ، العدد الرابع هينزل 15 الشهر ده ان شاء الله ، و جروب مصر الجديدة ع الفيس بوك من الجروبات الجميلة ، ممكن تلقوا نظرة على المجلة ، و على جروب الفيس بوك ، وعلى مقالى اللى من الماضى السحيق ف اول عدد .. وقولوا انطباعتكم :)

مجرد عشر اجابات
د.اياد حرفوش من الناس اللى انا فخورة انهم موجودين فى نفس الفترة التاريخية و الاقليم الجعرافى اللى انا موجودة فيه :))
انا كنت كاتبة موضوع مجرد عشر تساؤلات عن المرأة فى الاسلام ، و إياد اتناول الاجابات تبع سلسلة تدويناته الجميلة (منطق الايمان) ، تستحق جدا القراءة والمناقشة ..شوفوها هناك

اقرأ ... تكون
حملة جميلة اوى لتشجيع القراءة بس مش زى حملة ماما سوزان خالص :) عاملها احمد تشى ... وأنا سبورتر من رأسى حتى شرابى البمبى الجديد :) القوا نظرة على جروب الفيس بوك ..

التعليقات القديمة
انا هرد ان شاء الله على كل التعليقات فى المواضيع القديمة وآسفة جدا على التأخير ، ولو كان فى اى نقاش مفتوح فى مكان تانى انا كنت فيه ولسه مستمر ياريت حد يفكرنى


ده كل حاجة لو ماخانتنيش الذاكرة ..

كل تحياتى :)
دروب فى الاجازة

Thursday, March 20, 2008

هرتلات وتقلصات !!


مش عارفة اللى هكتبه عبارة عن ايه ، لقيت نفسى فتحت نيوبوست وعايزة اصرخ و اعك اى كلام وخلاص
------------------
ربما "قلبى مساكن شعبية" تعبير مناسب ليعبر عن فوضى وازدحام غريبة ملأت قلبى

فى هذه المساكن الخشبية تعيش وجوه متناثرة

وعلى اسطحها تطل الكثير من الكراكيب

و على جدرانها يكتب المراهقون قصائد عشوائية عن الحب او الحرب

ويتخلل حاراتها نيل صغير يحمل رائحة الوطن واسرار العاشقين

وينبت على ضفته الضيقة بعض الكروم او اشجار الصفصاف يلعب حولها الاطفال كل صباح

.. حتى صدر قرار اخلاء وازالة لمساكن قلبى المسكينة ..

السكان يتركون بيوتهم ويلملون اغراضهم

.. والجرافات تبدأ اعمال الهدد ..

حتى نيلى الصغير صدر الامر بردمه

والكروم اليافع تقتلعه الجرافات

اختفى صخب المساكن الشعبية الجميلة وحركتها الدائمة وحل مكانها صمت الخواء المقزز وظلال طلل ساكن

انظر إلى قلبى وهو يعانى من "تقلصات" شديدة تمزقه بعد ان فرغ من محتواه

فتتملكنى الوحدة والاضطراب واليائس ..

و اشتاق لدفء الوجوه المطلة من الشرفات و اغنيات الصغار على الضفة

لكنى اقاوم اشواقى و امنى قلبى المسكين ببناء مدينة جديدة من عالم الخيال

تسكنها اميرات الاساطير وتطير فى اجواءها ملائكة صغيرة

يلعب اطفالها الاستغماية خلف الغمامات البيضاء ويتعثرون فى النجوم الشاردة

تقطنها الشمس ولا ترحل عن سماءها ابدا

لكنه يكره كل هذه الامنيات

ويجرفه الهوى إلى "مساكنه الشعبية" المهدومة

فيدفن وجهه فى بقايا الجدران يلملم كلمات متفرقة من قصائد نــزار

او يدندن لحن حزين من احدى اغنيات منيــر
------------------




:( حد يعرف عنوان دكتور نفسانى كويس؟

Friday, March 7, 2008


((بعد اذنك يا تشــــى ممكن تسلفنى اليافطة اللى كنت حاططها عندك .. كام شهر كده وارجعهالك على طول))


مغـلـقـــــــــــــــــــــة للإصلاحـــــــــــــــــــــات

مش المدونة اللى مغلقة .. انا اللى مغلقة ..مغلقة اوى يعنى



Saturday, February 2, 2008

الثقافة الجنسية ... و التسلل إلى المدينة المحرمة


من الاول وعلى سيراميكا متر فى متر ، انا مؤمنة ان الوعى و المعرفة عمرهم ماهيضروا ، دى بقى حقيقة مطلقة (انا طول عمرى بقول مفيش حقيقة مطلقة) بس هى كده ومحدش يتلامض ويقول اصل و فصل .. الاهل لما بيسيبوا اولادهم على عماهم بيفتكروا انهم كده بيحموا براءتهم مثلا او مش بيفتحوا عنيهم على حاجات وحشة و اوقات كتير الاهل بيبقوا مكسوفين من اولادهم او مش قادرين يتقبلوا واقع انهم كبروا ومن حقهم يفهموا لكن فى الغالب بيبقى السبب الرئيسى الوحيد انهم عارفين ان المعرفة بتدى قوة معينة وبيبقوا خايفيين اولادهم يخرجوا عن السيطرة

فى مجتمعنا الشرقى العجيب الغريب اللى عمره مابيعمل حاجة بالمنطق وبتتحكم فيه العادات والتقاليد السخيفة حتى ف الاوساط المثقفة ، نتيجة منطقية لكده انك تلاقى الثقافة الجنسية الموجهة للاطفال والمراهقين بتساوى صفر فى اغلب الحالات ، اصل الجنس ده هو المدينة المحرمة اللى مينفعش حد يعرف عنها حاجة بطريقة رسمية غير قبل مايدخلها بنص ساعة ، وفى الغالب ناس كتير بتخرم اسوارها بطريقة غير رسمية او بيسيبوا خيالهم والمعلومات اللى بالقطارة اللى بتوصلهم تكونلهم صورة مشوشة صح او غلط عن ايه اللى ورا الاسوار دى ، ده طبعا لأن التكاثر ده حاجة بتجرى فى دم كل الكائنات عشان تحافظ على نوعها ، واحنا البشر عشان مينفعش نتكاثر ذاتيا زى الطحالب وبنحب المشاركة :) فبنتولد عندنا هوس خفى اننا ننشر صفاتنا الوراثية وده ملهوش اى طريقة غير اننا نحتك بالجنس الاخر ، ولأننا - الحمد الله و الشكر للتطور - كائنات ذكية عندها عقل وادراك وبنت حضارة حقيقية ومعندناش موسم تزاوج زى الحيوانات ، والعلاقات الانسانية فى بداية تطور المجتمعات احتاجت قوانين تنظمها ، بالاضافة لإن الجانب الانسانى اللى فينا ربط الجنس بمشاعر انسانية راقية زى الحب والاعجاب الخ ، يعنى من الاخر الموضوع مش هيييصة ، والخوف من ان الموضوع يبقى هيصة فى المجتمعات المحافظة خلى الجنس محاط بالسرية ومرتبط بقلة الادب وبالعار والخطيئة ، مع انه بس نشاط بشرى طبيعى محتاج تنظيم بس .
نرجع بقى للثقافة الجنسية ، رغبة الطفل فى الاستكشاف بتكمل وهو عنده تلت سنين فى المتوسط ، بيلاقى ماما بتقوله "دى عينوو وده بقوو ودى ايديوو ودى بطنوو " وبيبقى راضى بالمعلومات دى ، لكن بعد سنة او اتنين لما بيكبر شوية بيعرف ان فى حاجة ماما ماجبتش سيرتها ، وكل الناس مخبياها ، ياما بيسأل ماما وهى بتطنشه او تزعقله او تقوله اى حاجة عبيطة تسكته ، يااما مش بيسأل وفى الحالتين بيستكشف بنفسه فبيلاقى ماما بتصرخ ف وشه عيييييييييب ... واحدة صاحبتى حكت لى على اختها الصغيرة اللى فى اولى حضانة ، جابولها عروسة زى بيبى بورن اللى هى ولد لسه مولود واقرع وبيعمل حمام على نفسه ده ، وكان فيها تمثيل سطحى اوى لعضوه الجنسى ، فالبنت سألت ماماتها : "ايه ده ياماما؟؟" ماما اتجننت وافترضت ان بنتها عارفة وبتتخابث وزعقتلها وشالت منها العروسة وعاقبتها ، بعد كام شهر اختها-صاحبتى دى- كانت خارجة معاها فى الميكروباص وبتقولها : "لو معملتيش شقاوة هجيبلك هدية" ، فالبنوتة قالتلها : "هاتلى عروسة ليها دولاب وهدوم وبيت وعندها (........) " صاحبتى مقالتليش الكلمة اللى اختها قالتها ، بس قالتلى انه لفظ سوقى لأقصى درجة وكل الميكروباص بص عليهم .
نتعلم من القصة دى ايه ياحلوييين :):) ، ان اسئلة الطفل الجنسية لازم يتجاوب عليها بطريقة صح ، ولو مسألش احنا نقوله ، ولو معملناش كده احنا هو مش هيسكت ، هيدور على مصادره الخاصة ، كده احنا محميناش براءته ولا خلناه مؤدب ولا حافظنا عليه ، بالعكس احنا كده افقدناه الثقة فى اننا ممكن نجاوب على تساؤلاته الشخصية وممكن يعمل اى حاجة وميقولناش عليها.
لازم الاطفال وهما صغيرين يعرفوا جسمهم وميخافوش ولا يتقرفوا ولا يتكسفوا من اى حاجة فى جسمهم ويحبوا نفسهم ويتوجهوا بإن فى حاجة اسمها خصوصية و" جسمى انا مينفعش اى حد غيرى يشوفه عشان هو بتاعى انا وماما واخواتى بس هما اللى اكلمهم عن جسمى ده عشان هما اللى هيهتموا بيا عشان بيحبونى ... الخ الخ " .

اول ماالطفل بيبقى عنده ست سنين فى المتوسط بتوضح فى دماغه اوى ان البنات والولاد جنسين عكس بعض وان الولاد والبنات بيتجوزا بعض (ده باستثناء بكار ابن جارتنا اللى اول مااتعلم الكلام بيقول "انا هتكوز نانسى عكرم") ، ساعتها نوضح لهم اللى بيحصل بدل مانقولهم الولاد يلعبوا مع بعض والبنات يلعبوا مع بعض ، ونغير القناة اول مانشوف اتنين بيحضنوا بعض ، وانا فى السن ده ماما كانت بتضايق لما بحكيلها انى اتمرجحت على رجل اكس ابن عمى اللى ادى تقريبا ، او انى وقعت لما واى صاحبى ف المدرسة شالنى الخ ، كانت بتقولى كلمة واحدة "البنات يلعبوا مع البنات والولاد يلعبوا مع الولاد" وانا طبعا كنت بسمع من هنا وبطلع من هنا بس مبقتش اقولها تانى

فى السن ده ، ستة لتمن سنين ، المفروض الطفل يعرف الاختلفات الجسدية بينه وبين الجنس التانى بصورة مبسطة وسطحية جدا ، بأن الام مثلا ترسم رسمة بسيطة لجسم ابنها/بنتها وبعدين ترسم رسمه لجسم طفل من الجنس التانى وتقوله ايه الفرق ، هو اكييييييييد هياخد باله :):) ، وماما تقوله ان كل البنات عاملين كده وكل الولاد عاملين كده ودول الاحتمالين الوحيدين فى الدنيا :)) ، ولازم ماما تطلع من دماغه كل التساؤلات عشان ميعكش الدنيا مع صحابه بره البيت ، وتفهمه بردو "خصوصية" الموضوع ، مش انه عيب ولا قرف ولا اى حاجة م العبط ده .
وانا صغيرة بدأت اصلى مع ماما ،لحد ما مرة قالتلى "صلى انتى" ، "هو انتى مش هتصلى ؟؟"، "لا" ، "ليييييه ؟" ، "كده ، عشان انا واخدة اجازة" ، اجازة اية دى كمان ، اشمعنا هى :):) ،"طيب انا هاخد اجازة بردو " ، "لأ ، الكبار بس هما اللى بياخدوا اجازة" ،لأ الموضوع شكله مريب ولازم اجيب قراره "يعنى انتى وبابا بس اللى بتاخدوا اجازة؟" ضحكت وقالتلى "لأ البنات الكبار بس" فكرت شوية وبردو مش مستريحة لها "يعنى ستو بتاخد اجازة ؟" ضحكت بردو وقالتلى "لأ مش الكبار اوى ، ستو عجوزة ، يعنى انا بس اللى باخد اجازة" قولت شكلها كسلانة تصلى وبتلكك وبتضحك عليا عشان انا صغيرة ، قال اجازة قال !!! ودى كانت اول و آخر معلوماتى عن الاجازات لمدة اربع او خمس سنين بعد الحوار لحد مااتصدمت فى اجازتى انا

تسع سنين عمر كويس ان عشان البنت تعرف الاجابة بوضوح على سؤال :" ايه الفرق بينى وبين ماما ؟!" ، وارخم حاجة الاسر المحافظة بتعملها لبنتها لما تكبر هو كرت الارهاب السخيف بتاع : انتى خلاص بقيتى آنسة يعنى ربنا بيحاسبك وانتى بنت يعنى نخبيكى وخليكى عاقلة فى تصرفاتك !! بولشيت ! البنت بيبقى عندها حداشر سنة وامبارح كانت طفلة وانهاردة خلاص بقى اتحولت واحدة ست كبيرة ، يعنى مش بس بيسبوها تاخد الصدمة بتاعت التغيرات اللى حصلت ف حياتها ، لأ وكمان يحطوا فوق دماغها مليون مسئولية ويرسموا حواليها مليون سور فبتنعزل وبتكره انها اتنيلت كبرت بعد ماكانت وهى طفلة حلمها تبقى عروسة كبيرة.

احنا منطيناش (يعنى لم نقفز) لحداشر سنة عشان محدش يتلخبط ، لكن دول كلمتين كانوا واقفين على لسانى ، احنا لسه فى سبع سنين ، المهم فى السن ده الطفل لازم يكون فكرة بسيطة اوى عن الجنس والتكاثر ، حتى لو كان على امثلة من الحيوانات ، ولازم يعرف انه حاجة طبيعية لما بيكبر الانسان بيحتاجها زى الاكل كده ، لكنه حاجة خاصة وشخصية ووبتاعت الكبار اللى اد بابا وماما بس ولازم تكون تعبير عن الحب ، ويتعلم يرفض بشده ويتحول لكائن متوحش ويجرى يقول لماما لو حد حاول يلمسه بطريقة مش ظريفة .

من وجهة نظرى ان الحل الجامد والمؤثر عشان نحمى اطفالنا من التحرش او الاستغلال الجنسى اننا نوعيهم بكده، مرة وانا فى السن ده ومرتين وانا اكبر من كده بكثير (13-14 سنة) اتعرضت للى بيسموه "تحرش عابر" فى الشارع و فى المصيف ، وفى الـ3 مرات رد فعلى كان عبيط بسبب جهلى المدقع الفظيع ، كان كل اللى بعمله انى بجرى وببقى مكسوفة ومذهولة : "ايه قلة الادب دى ليه عمو المش محترم ده عمل فيا كده" ، لكن عمرى ماعدى على دماغى من قريب او من بعيد انه له علاقة بتصرف جنسى ، وعمرى مافكرت ان سى زفت عمو السافل ده بيشكل خطر عليا وانى لو شوفته تانى مش كفاية انى اتكسف منه واحتقره وامشى فى مكان تانى واحس انها حاجة عيب اوى ومش هقولها لحد ابدا .

بردو نتعلم ايه من طنط دروب ؟ نتعلم اننا نوعى العيال ان فى حاجة اسمها حد يلمسنا بطريقة مش مقبولة ، سواء غصب عننا او انه يقنعنا انه بيلعب معانا وانه هزار ، ساعتها احتمال انهم يتصرفوا صح بيبقى اعلى بمراحل.


جينا بقى للمراهقة بتاعت حداشر سنة وانت طالع ، دى بقى اعقد من ان واحدة زى لسه طالعة م البيضة تتكلم فيها ، انا فى الفترة دى ماكنتش عارفة ايه اللى يرضينى وايه اللى يضايقنى اصلا ، لكن اللى فاكراه اننا فى تالتة اعدادى بيدونا فى الاحياء الجهاز التناسلى ، يافرحتى :):) ، بما انى (كنت) زى كتير غيرى اللى متربين بنفس الطريقة من النوع البريييييييئ لاقصى الحدود يعنى اقل من العبط بمراحل ، كانت دى اول مصدر علمى لمعلوماتى الجنسية للأسف غير الحاجات اللى بلقطها من الكلام و الافلام (مع العلم اننا لحد 11 سنة ماكنش عندنا تليفزيون لاسباب "تربوية" عند بابا زى مابيقول) ، ومدرسة العلوم بارك الله فيها كالعادة دلقت الكلمتين ومشيت ، اكيد كان فى حاجات كتير عايزة اسأل عليها واتكسفت اسألها ، لكن فاكرة انى بعد ماعرفت ان البيبى بيجى من ان حيوان منوى يلقح بويضة كان عندى سؤال اساسى سهرنى ليالى اعد الـ400 مليار نجم اللى ف المجرة ، السؤال وبدون تريأة منكو او مبالغة منى :"يااااااربى ايه اللى بيجيب الحيوان المنوى عند البويضة ؟؟؟؟؟!!!!!!" ومعرفتش اجابة حقيقية واضحة غير من سنة واحدة ، زى كتير غيرى ، تخيلاتى للجنس كانت صفر بمعنى الكلمة ، كانت كل معلوماتى انهم بيناموا مع بعض بالمعنى الصريح ليها وكنت حاسه انها مش منطقية ومش فاهمة ايه الفرق بين انى انام جنب بابا وان ماما هى اللى تنام معاه ، وبلاش اقولكوا بقى عن تخيلاتى المريضة انى لو جبت ميكروسكوب ممكن الاقى حيوان منوى ماشى على السرير بيدور على بويضة يلقحها !!!

البوست لسه مخلصش ليلتنا طووويلة ، بس ده تالت يوم ليا فى كتابة البوست ده وبكتبه بصعوبة وبقعد نص ساعة اختار الكلمة والمثال ، بس عايزة اوضح ان الكلام ده مش بقوله فضفضة ولا حكايت جنسية قبل النوم للاطفال (افتكرت ان اختى قالتلى انها شافت كتاب اسمه "عذاب القبر للأطفال")، انا بقوله عشان عندى امل ان حد مننا يبقى عنده اولاد او لما بيقى عنده اولاد وفرحان انهم كتاكيت و قطط عميا ، متفرحش اوى ياجميل ، قططك العميا دى احتمال انها تمشى طريق غلط على عماها غلط اكبر بكتير من لو كنت خليتها تشوف النور ، قطاقيتك العميا مش هتقدر تخليهم مايتعاملوش بره مع كلاب مفتحة .

افتكرت وانا مرة كنت بسمع قرآن لبنت ذكية وعسولة عندها 14 سنة (واخدة بالى ان فى حد بيتذاكى وبيقولى فى واحدة لا دينية بتحفظ العيال قرآن؟؟ ، انا ياذكى :):) )، المهم البنوتة دى كانت فى سورة مريم وقالت :"ولم يمسسنى (رجل) ولم اكن بغيا " ، فصححتلها : "بشر" فهى بدل ماتصحح الآية قالتلى :"آآآآه ...ممممممممم، هو يعنى ايه زنا؟" ، الاروبة دى كانت بتفتح موضوع بخباثة، يعنى عندها فكرة معينة وعايزة تتأكد منها او توضحها ، بس للأسف هى سألت البنت الغلط (اللى هى انا) ،انا كنت ساعتها (من سنتين تقريبا) بتكسف من خيالى بمعنى الكلمة ، رحت تنحت واتلجلجت ووشى بقى الوان علم كوت ديفوار وقولتلها حاجة عبيطة مش فاكرة ايه هى لكن هى متقدمش ولا تأخر (تقريبا قولتلها :" الزنى ده ...ممممم...ده حاجة حرام")، ايه المغزى م الحكاية دى ، انك يا مربى يالطيف لما تنطنط على اللى بتربيه بالاخلاق العالية والقيم الطويلة وتقولهم تقول لحد ان فى حاجة عيب و حرام لازم تقوله الحاجه دى عبارة عن ايه ، عشان هو مش عارف اصلا الغلط ده عبارة عن ايه عشان ميعملهوش .


افتكرت بردو (دا أنا طلعت خبرتى فى الحياة واسعة اوى ، وانفع سكس-انستراكتور :) ) واحدة صحابتى اصغر منى بسنة بس من اسرة تايهة بين الريفية والمدنية بعد برنامج آدم اللى كان بيتكلم عن السايبر-سكس سألتنى اونلاين : (هو انتى تعرفى يعنى ايه بالظبط سايبر-سكس ؟) ، قولتلها آه وقولتلها اللى اعرفه (انا خبرة بقى) ، راحت غيرت الموضوع وبعدين سكتت شوية و قالتلى : "انا تقريبا كنت بعمل سايبر-سكس من فترة" ، البنت دى مؤدبة جدا (ايوووووه غصب عن اللى هيقول عليها حاجة غير كده ) ، لكن شوية حب مع شويات جهل ورغبة فى الاستكشاف وكلام بتسمعه لأول مرة ورد فعلها مبيبقاش غير ابتسامة وكلمة رومانسية ، مكانتش تعرف ان شوية تكست كلام ع النت هو عبارة عن موال حقيقى .

انا شخصيا زهقت م البوست الملزق ده ، بس الخلاصة ، محدش يغلط فى حق حد هو مسئول منه بإنه يسيبه غارق فى ظلمات الجهل بتاعت ابو لهب ، المعادلة السحرية فى الثقافة الجنسية : معرفة + وعى ... معرفة يعنى معلومات صريحة مجردة من غير احكام مجتمع متخلفة ولا تعقيدات ، و وعى يعنى توضيح الطريق الصح اللى المفروض نمشيه لأن احنا غاليين اوى ومشاعرنا غالية اوى وجسمنا غالى اوى ....قولوا لعيالكوا كده.

مهما عملت عشان توقف عقل ابنك عند نقطة معينة ، مش هيقف ،ولو تخيلت انه وقف من بره عقله الباطن هيشتغل وهيكبر حتى لو حرمته من المعرفة مش هتقدر تحرمه من احلامه المبلله زى مابيسميها فرويد تقريبا ..ممممم لأ ده توماس ايدسون ... متهيألى مايكل جاكسون ، يللا مش مشكلة

من رأيى ان الثقافة الجنسية الخيبانة فى مجتمعنا هى اللى بتخليه مجتمع فاشل جنسيا (لا مؤاخذة ياجماعة ، دى حقيقة:) ) ، مش لازم عيالنا يورثوا خيبتنا
ارحموووهم بقى من المدن المحرمة و التابووز السخيفة بتاعت المجتمع
انا حاسة ان لسانى بقى طويل شوية ،بردو يللا مش مشكلة
البوست خلص ...لولولولوووووى (بزغرد بس لسه بتعلم) .. كل واحد يروح بيته بقه ده انا زهقت
_____________________________

مصادر إلهامى
انا والبريود ... من عالم فانتازيا

Monday, January 28, 2008

نقطة زرقاء شاحبة

... انا الان فى بداية الفصل الثالث من كتاب
الكون (Cosmos)
للإنسان العالم العبقرى د.كارل ساجان ، لا اخفى عنكم ان بعضا من كلمات ساجان لها سحر خاص فى عيونى لا يختلف عن سحر بعض ترانيم داوود او آيات القرآن ، كارل ساجان ليس فقط اهم عالم فلك فى العصر الحديث ، بل هو انسان متأمل من الدرجة الاولى وكتبه لا تشبه ابدا كتب علم الفلك المملة بالنسبة لغير المتخصصين المليئة بالمصطلحات الفزيائية والارقام الخرافية التى قد تقضى يوما محاولا قراتها-بعدين تكتشف ان الكتاب كان مقلوب - بل هو اقرب مايكون لخواطر علمية كتبها كائن بشرى تائه فى الفضاء الشاسع بين الشموس والمجرات ، تأملات انسان استلقى على احد النجوم البعيدة ونظر إلى الارض فوجدها ذرة غبار شاردة فى طرف بعيد من مجرة منسية فى ركن نائى من الكون المهول (على حد تعبيره) !!




دى مجرة الطريق اللبنى (وطننا المهول بالنسبة لنا ، والنونو بالنسبة للكون) ، السهم بيشاور على المجموعة الشمسية بتاعتنا (بالتسع كواكب) ومش باين منها غير النقطة البيضا اللى هى الشمس ، انا وانت واهرامات الجيزة و المحيط الهادى موجودين على نقطة مش مرئية اصلا من كتر صغرها بتدور حوالين النقطة البيضا دى !! مجرتنا الرائعة دى تحتوى على 400 مليار نجم غير الشمس !!

مهما كان حجمنا فنحن نقطة اقرب ماتكون إلى العدم فى الزمان والمكان ، هذا يجعلنى ارتعد عندما اقرأ مقولته الشهيره : "نحن وسيلة الكون الوحيدة ليعرف ذاته" ... نعم ياسيدى ، رغم انا عدم فى هذا الكون إلا اننا - نحن الجنس البشرى منذ وجوده وحتى اليوم - نمثل بالنسبة للكون كل مايملك من العقل والوعى والحكمة (إلى ان نكتشف وجود حياة ذكية فى نقطة اخرى منسية من الوجود)
كلما شعرت بالغربة والتيه ، اجدنى تلقائيا اقفز إلى الفيفوريت على اليوتيوب لاشاهد فيديو لكلمات بصوت ساجان الملائكى يقول كلماته الرائعة :

من هذا المكان البعيد ، لا يبدو ان للارض اي اهمية تمييزها

اما بالنسبة لنا ، فالامر مختلف
انظر من جديد لهذه النقطة
هذه هنا ....... هذه وطننا ..... هذه نحن
عليها ، كل من احببتهم .. كل من عرفتهم او سمعت عنهم
كل انسان وجد قد عاش حياته هناك
كل حصيلتنا من الافراح والاحزان
الوف الديانات و الايديولوجيات و النظريات
كل بطل وكل جبان ..
كل مبدع وكل مدمر للحضارة
كل ملك وكل فلاح
كل اثنين يجمعهما الحب
كل اب و ام وطفل مليئ بالامل
كل معلم للاخلاق الحميدة وكل سياسى فاسد
.. كل ناسك وكل مذنب
!! كل جنسنا البشرى عاش هنا على ذرة من الغبار عالقة فى ضوء الشمس

الارض درجة خشبية صغيرة للغاية فى مسرح كونى شاسع
فكر قليلا فى انهار الدماء التى اراقها هؤلاء الجنرالات والاباطرة ليحصلوا على المجد ويصبحوا اسياد للحظات على جزء عشرى من نقطة !!
فكر قليلا فى الكراهية والقسوة الغير منتهية التى حلت بسكان يعيشون فى ركن من هذه النقطة تجاه سكان يعيشون فى ركن اخر بالكاد نستطيع تميزه عن الركن الاول
كم كانت حمقاء خلافاتهم وسوء فهمهم للآخر
كم كان غرورهم ليقتلوا بعضهم بعضا
كم كانت دنائة كراهيتهم
كل تصوراتنا لذاتنا وتخيلنا لاهميتنا ، وتوهماتنا بأن لنا موقع سيادى فى الكون
كلها تتحداها هذه النقطة الصغيرة من الضوء الشاحب

كوكبنا هو ومضة طفيفة وحيدة فى ظلمة كونية شاسعة
فى تيهنا داخل كل هذا الشسوع ، لا يوجد اى مؤشر بأن مساعدة سوف تأتينا من مكان ما خارجه لتنقذنا من انفسنا
سواء يروقك الامر او لا ، فالواقع ان كوكب الارض هو المكان الوحيد الذى يحمل مصير جنسنا البشر

نعم ، كوكب الارض ، تلك النقطة الزرقاء الشاحبة ، وطننا الوحيد .




انتهيت من قراءة الفصل الثانى "صوت وحيد فى الترنيمة الكونية" وهو يتحدث عن الحياة على كوكبنا الصغير فى هذا الكون المجهور الخالى ،انا مازلت فى طور الصدمة .. فالكتاب فعلا رائع (بالذات لو قرأته وانت مغمض عنيك) .. عندما اعود إلى وعيى سأكون سعيدة ان ابادلكم افكارى عن "الكون "
كارل ساجان ، يسعدنى ياسيدى انك جئت إلى هذا الكوكب مثلما جئنا ، ارقد فى سلام

Tuesday, January 15, 2008

قطرات من ...الحب

الا تذكر- ياسيدى - زهرة الصبار الصغيرة التى زرعتها بيديك يوما فى اعماق قلبى
الا تدرى كم ساء حالها .... و كم سئمت ملازمة السهول الكئيبة الخالية
وكم ارهقتها وحدتها بين صقيع الليل و لهيب النهار
.
هى تعلم جيدا رغم حداثة عهدها بالحياة انها زهرة صبار
فعليها ان لا تنتظر ان يسقط المطر
و ان لا تتمنى ان تحيا فى واحة خضراء
و ان لا تتوقع ان تدور حولها يوما احدى الفراشات
.
لكن كل ماتحلم به قطرات قليلة من بعض الحب
لتهديها ليلة وحيدة دافئة فى شتاءها الدائم
لتجعل القمر يزحزح مداره قليلا فيمر فوقها كل مساء
... لتمنحها مايكفى من الارادة والحلم فتنمو من بين الصخور القاسية
إلى ان تمس اوراقها اطراف السماء فتحيا بين الشموس
.
فهلا رأفت ياسيدى بحالها و رويتها بعضا من قطرات الحب
.