(Archived - August 15 , 2009 )


كان يواسيني عندما سألته شاكية باكية : لماذا أحيا ؟ لما العناء؟ ، فقال لى "هل تعلمين، انا اراك ك
قطرة من المحيط ، غادرتى الماء بعض الوقت ، ، لتشاهدى الشمس تشرق، و تسمعى طفل يضحك ، وتراقبين زنبق ينمو واطيار تهاجر، لتشعرى بقلب يخفق لأجلك ، وبشفاه تقبل جبينك ...تركتى المحيط لتستكشفى الحياة اياما معدودة ،لكن احيانا عندما تنظرين لحالك وترين ضعفك و وحدتك قد تشعرين الضايع والألم .. حينها تذكرى كل شئ، الشمس والطفل والقبلة والمحيط الذى سيناديك لتعودى بعد حين .. هكذا يجب ان ترى نقسك "قال هذه الكلمات دون ان يدرى انه وهب معنى ولو صغير للحياة التى كنت دائما لا اجد لها اى معنى.

Monday, January 28, 2008

نقطة زرقاء شاحبة

... انا الان فى بداية الفصل الثالث من كتاب
الكون (Cosmos)
للإنسان العالم العبقرى د.كارل ساجان ، لا اخفى عنكم ان بعضا من كلمات ساجان لها سحر خاص فى عيونى لا يختلف عن سحر بعض ترانيم داوود او آيات القرآن ، كارل ساجان ليس فقط اهم عالم فلك فى العصر الحديث ، بل هو انسان متأمل من الدرجة الاولى وكتبه لا تشبه ابدا كتب علم الفلك المملة بالنسبة لغير المتخصصين المليئة بالمصطلحات الفزيائية والارقام الخرافية التى قد تقضى يوما محاولا قراتها-بعدين تكتشف ان الكتاب كان مقلوب - بل هو اقرب مايكون لخواطر علمية كتبها كائن بشرى تائه فى الفضاء الشاسع بين الشموس والمجرات ، تأملات انسان استلقى على احد النجوم البعيدة ونظر إلى الارض فوجدها ذرة غبار شاردة فى طرف بعيد من مجرة منسية فى ركن نائى من الكون المهول (على حد تعبيره) !!




دى مجرة الطريق اللبنى (وطننا المهول بالنسبة لنا ، والنونو بالنسبة للكون) ، السهم بيشاور على المجموعة الشمسية بتاعتنا (بالتسع كواكب) ومش باين منها غير النقطة البيضا اللى هى الشمس ، انا وانت واهرامات الجيزة و المحيط الهادى موجودين على نقطة مش مرئية اصلا من كتر صغرها بتدور حوالين النقطة البيضا دى !! مجرتنا الرائعة دى تحتوى على 400 مليار نجم غير الشمس !!

مهما كان حجمنا فنحن نقطة اقرب ماتكون إلى العدم فى الزمان والمكان ، هذا يجعلنى ارتعد عندما اقرأ مقولته الشهيره : "نحن وسيلة الكون الوحيدة ليعرف ذاته" ... نعم ياسيدى ، رغم انا عدم فى هذا الكون إلا اننا - نحن الجنس البشرى منذ وجوده وحتى اليوم - نمثل بالنسبة للكون كل مايملك من العقل والوعى والحكمة (إلى ان نكتشف وجود حياة ذكية فى نقطة اخرى منسية من الوجود)
كلما شعرت بالغربة والتيه ، اجدنى تلقائيا اقفز إلى الفيفوريت على اليوتيوب لاشاهد فيديو لكلمات بصوت ساجان الملائكى يقول كلماته الرائعة :

من هذا المكان البعيد ، لا يبدو ان للارض اي اهمية تمييزها

اما بالنسبة لنا ، فالامر مختلف
انظر من جديد لهذه النقطة
هذه هنا ....... هذه وطننا ..... هذه نحن
عليها ، كل من احببتهم .. كل من عرفتهم او سمعت عنهم
كل انسان وجد قد عاش حياته هناك
كل حصيلتنا من الافراح والاحزان
الوف الديانات و الايديولوجيات و النظريات
كل بطل وكل جبان ..
كل مبدع وكل مدمر للحضارة
كل ملك وكل فلاح
كل اثنين يجمعهما الحب
كل اب و ام وطفل مليئ بالامل
كل معلم للاخلاق الحميدة وكل سياسى فاسد
.. كل ناسك وكل مذنب
!! كل جنسنا البشرى عاش هنا على ذرة من الغبار عالقة فى ضوء الشمس

الارض درجة خشبية صغيرة للغاية فى مسرح كونى شاسع
فكر قليلا فى انهار الدماء التى اراقها هؤلاء الجنرالات والاباطرة ليحصلوا على المجد ويصبحوا اسياد للحظات على جزء عشرى من نقطة !!
فكر قليلا فى الكراهية والقسوة الغير منتهية التى حلت بسكان يعيشون فى ركن من هذه النقطة تجاه سكان يعيشون فى ركن اخر بالكاد نستطيع تميزه عن الركن الاول
كم كانت حمقاء خلافاتهم وسوء فهمهم للآخر
كم كان غرورهم ليقتلوا بعضهم بعضا
كم كانت دنائة كراهيتهم
كل تصوراتنا لذاتنا وتخيلنا لاهميتنا ، وتوهماتنا بأن لنا موقع سيادى فى الكون
كلها تتحداها هذه النقطة الصغيرة من الضوء الشاحب

كوكبنا هو ومضة طفيفة وحيدة فى ظلمة كونية شاسعة
فى تيهنا داخل كل هذا الشسوع ، لا يوجد اى مؤشر بأن مساعدة سوف تأتينا من مكان ما خارجه لتنقذنا من انفسنا
سواء يروقك الامر او لا ، فالواقع ان كوكب الارض هو المكان الوحيد الذى يحمل مصير جنسنا البشر

نعم ، كوكب الارض ، تلك النقطة الزرقاء الشاحبة ، وطننا الوحيد .




انتهيت من قراءة الفصل الثانى "صوت وحيد فى الترنيمة الكونية" وهو يتحدث عن الحياة على كوكبنا الصغير فى هذا الكون المجهور الخالى ،انا مازلت فى طور الصدمة .. فالكتاب فعلا رائع (بالذات لو قرأته وانت مغمض عنيك) .. عندما اعود إلى وعيى سأكون سعيدة ان ابادلكم افكارى عن "الكون "
كارل ساجان ، يسعدنى ياسيدى انك جئت إلى هذا الكوكب مثلما جئنا ، ارقد فى سلام

Tuesday, January 15, 2008

قطرات من ...الحب

الا تذكر- ياسيدى - زهرة الصبار الصغيرة التى زرعتها بيديك يوما فى اعماق قلبى
الا تدرى كم ساء حالها .... و كم سئمت ملازمة السهول الكئيبة الخالية
وكم ارهقتها وحدتها بين صقيع الليل و لهيب النهار
.
هى تعلم جيدا رغم حداثة عهدها بالحياة انها زهرة صبار
فعليها ان لا تنتظر ان يسقط المطر
و ان لا تتمنى ان تحيا فى واحة خضراء
و ان لا تتوقع ان تدور حولها يوما احدى الفراشات
.
لكن كل ماتحلم به قطرات قليلة من بعض الحب
لتهديها ليلة وحيدة دافئة فى شتاءها الدائم
لتجعل القمر يزحزح مداره قليلا فيمر فوقها كل مساء
... لتمنحها مايكفى من الارادة والحلم فتنمو من بين الصخور القاسية
إلى ان تمس اوراقها اطراف السماء فتحيا بين الشموس
.
فهلا رأفت ياسيدى بحالها و رويتها بعضا من قطرات الحب
.